الكنيسة المغربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
Admin
Admin
المساهمات : 20
تاريخ التسجيل : 27/07/2022
الموقع : https://www.kanisamaghrebia.com/
https://www.kanisamaghrebia.com/

هل يسوع هو الله في الكتاب المقدس؟ Empty هل يسوع هو الله في الكتاب المقدس؟

الأربعاء نوفمبر 01, 2023 12:18 am
هل يسوع هو الله في الكتاب المقدس؟ فهم طبيعة المسيح الإلهية

مقدمة

إن مسألة ما إذا كان يسوع هو الله في الكتاب المقدس هي مسألة لاهوتية عميقة ودائمة أثارت جدلاً ومناقشات وتأملات لعدة قرون. بالنسبة للمسيحيين، تعتبر ألوهية يسوع المسيح عقيدة أساسية في إيمانهم، بينما بالنسبة للآخرين، تظل موضوعًا للفضول والبحث. في هذه المقالة، سوف نستكشف الأدلة الكتابية التي تدعم الإيمان بيسوع كإله، ونفحص المقاطع الرئيسية والمفاهيم اللاهوتية التي تدعم هذا الجانب الحاسم من العقيدة المسيحية.

1. ألوهية يسوع في الكتاب المقدس

لكي نفهم ما إذا كان يسوع هو الله في الكتاب المقدس، يجب علينا أن نتعمق في المقاطع الكتابية التي تتحدث عن طبيعته الإلهية. تقدم آيات عديدة في العهد الجديد دليلاً قوياً على ألوهية يسوع. ومن أشهر المقاطع الموجودة في إنجيل يوحنا:

الكلمة المفتاحية: "يسوع كإله في العهد الجديد"

"في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله" (يوحنا 1: 1).

تثبت هذه الآية، الموجودة في بداية إنجيل يوحنا، وجود يسوع وألوهيته. يشير مصطلح "الكلمة" في هذا السياق إلى يسوع، وهو يؤكد وحدانيته مع الله وطبيعته الإلهية. هذه الآية هي دليل أساسي على كون يسوع هو الله في الكتاب المقدس.



2. ابن الله

جانب رئيسي آخر لفهم ألوهية يسوع في الكتاب المقدس هو لقب "ابن الله". وفي حين قد يفسر البعض هذا العنوان على أنه مجرد رمز لعلاقة خاصة مع الله، إلا أنه يحمل مضامين لاهوتية عميقة. إن استخدام يسوع لهذا اللقب هو ادعاء واضح بالألوهية، لأنه لا يشير إلى نفسه على أنه ابن الله فحسب، بل يؤكد أيضًا مساواته مع الله:


"أنا والآب واحد" (يوحنا 10: 30).

يؤكد هذا البيان على وحدة يسوع والله الآب، مما يعزز مفهوم ألوهية يسوع في العهد الجديد.

3. الثالوث الأقدس

لفهم مدى تعقيد السؤال: "هل يسوع هو الله في الكتاب المقدس؟" يجب علينا أن ننظر في عقيدة الثالوث الأقدس، التي تعتبر مركزية في اللاهوت المسيحي. يتكون الثالوث من ثلاثة أقانيم متميزة – الله الآب، والله الابن (يسوع)، والله الروح القدس – موجودون في ألوهية واحدة. ويكشف العهد الجديد عن التفاعل بين هؤلاء الأشخاص، موضحًا طبيعتهم الإلهية. على سبيل المثال، في إنجيل متى، كلف يسوع أتباعه باسم الآب والابن والروح القدس، مؤكدا على المساواة والوحدة بينهم:

"فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" (متى 28: 19).

هذه الصيغة الثالوثية تسلط الضوء على وضع يسوع المتساوي مع الله الآب والروح القدس.

4. إدعاءات يسوع للألوهية

بالإضافة إلى المقاطع التي تؤكد ألوهية يسوع، يسجل العهد الجديد حالات ادعى فيها يسوع بشكل مباشر الصفات الإلهية. على سبيل المثال، أعلن يسوع قدرته على مغفرة الخطايا، وهو امتياز محفوظ لله وحده:

"ولكن أريد أن تعلموا أن لابن الإنسان سلطانًا على الأرض أن يغفر الخطايا" (متى 9: 6).

من خلال تأكيد سلطان مغفرة الخطايا، لا يُظهر يسوع ألوهيته فحسب، بل يتحدى أيضًا المعايير الدينية في عصره.

5. العهد القديم
لكي نستكشف بدقة ما إذا كان يسوع هو الله في الكتاب المقدس، فمن الضروري أن نأخذ في الاعتبار سوابق العهد القديم التي قد تنبئ بمجيئه. يقدم مفهوم المسيح الإلهي والظهورات في العهد القديم رؤى مثيرة للاهتمام. إحدى السوابق المهمة في العهد القديم هي التوقع النبوي لمسيح إلهي. في سفر إشعياء يتنبأ النبي بميلاد طفل يُدعى "عجيباً مشيراً، إلهاً قديراً، أباً أبدياً، رئيس السلام" (إشعياء 9: 6). يشير هذا اللقب "الله القدير" المنسوب إلى المسيح المستقبلي إلى طبيعة إلهية. بالإضافة إلى ذلك، استكشف بعض العلماء إمكانية الظهور الإلهي – أي ظهور الله في صورة بشرية – في العهد القديم. تشبه هذه الظهورات يسوع المتجسد وتضيف عمقًا إلى مناقشة ألوهيته.

خاتمة

إن مسألة ما إذا كان يسوع هو الله في الكتاب المقدس هي مسألة لا تزال تأسر اللاهوتيين والعلماء والمؤمنين على حد سواء. كما اكتشفنا، يقدم العهد الجديد مجموعة كبيرة من الأدلة التي تدعم الإيمان بيسوع كإله. تؤكد المقاطع الرئيسية والعناوين ومفهوم الثالوث الأقدس على ألوهيته. إن سوابق العهد القديم والتجليات الإلهية تزيد من إثراء فهمنا للطبيعة الإلهية للمسيح.



وبينما يستمر الجدل حول ألوهية يسوع في الكتاب المقدس، فإن قناعات الملايين من المسيحيين حول العالم ترتكز على الاعتقاد بأن يسوع هو بالفعل الله المتجسد، وابن الله، وجزء لا يتجزأ من الثالوث الأقدس. الأدلة الكتابية المقدمة في هذه المقالة يساهم في فهم أعمق لطبيعة يسوع المسيح المتعددة الأوجه كما تم تصويرها في النصوص المقدسة.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى